التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
سؤال حول رفض الحسين بن علي رضى الله عنهما بيعة يزيد بن معاوية، فهل يعد ذلك خروجا من الحسين عن الأمة؟
ستظل فترة الخلاف بين الصحابة الكرام، وولاية معاوية بن سفيان ثم من بعده ابنه يزيد موضوع بحث كبير واختلاف أراء البعض من أجل مصلحة والبعض الآخر من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة، وحول مقال ولاية العهد ليزيد بن معاوية ثارت بعض الشبهات والأسئلة التي طرحها زوار موقعنا الكرام "قصة الإسلام" ومن هذه الأسئلة:
سؤال الزائر: إذا كانت بيعة يزيد بن معاوية صحيحة، فلابد أن كل من يخرج عليه قد بغى ومات ميتة الجاهلية، فهل معنى ذلك أن الحسين بن علي رضى الله عنهما مات ميتة الجاهلية؟ وهل يعقل ذلك وهو سيد شباب أهل الجنة كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رب العالمين
فإن بيعة يزيد بن معاوية شرعية صحيحة، وقد تبين في المقال أن عموم الصحابة والتابعين قد بايعوا يزيد طوعا بما فيهم ابن عباس وابن عمر وأقوالهما مبيَّنة في المقال، وقد كان اعتراض أهل الحل والعقد من الصحابة والتابعين على الطريقة؛ والمتمثلة في توريث الحكم وليس على يزيد وأهليّته لشغل منصب الخلافة.
كيف لا وليزيد منقبة عظيمة من رسول الله –صلى الله عليه وسلم، روى البخاري في صحيحه عن أم حرام: "أوَّلُ جيشٍ من أمَّتي يغزونَ مدينةَ قيصرَ مغفورٌ لهم"، وهذا الجيش الذي تولى يزيد ابن معاوية قيادتَه هو أول جيش إسلامي يغزو مدينة قيصر (القسطنطينية).
وأما ما يخص اعتراض الحسين بن علي –رضي الله عنهما- على بيعة يزيد، فإن أهل العلم ذكروا أن الحسين –رضي الله عنه- عدل عن اعتراضه ليزيد وهمّ بمبايعته؛ حتى لا يفرق جماعة المسلمين، فإنه لما جاءته كتب أهل العراق يدعونه إليهم، ثم خذلوه، يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وبعث عبيد الله لحربه عمر بن سعد، فقال الحسين: يا عمر ! اختر مني إحدى ثلاث؛ إما أن تتركني أرجع، أو فسيرني إلى يزيد، فأضع يدي في يده، فإن أبيت، فسيرني إلى التُرك، فأجاهد حتى أموت)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: ( فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة، ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى: بلده؛ أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضا عن تفريق الأمة).
- فقد تبيّن من ذلك أن الحسين –رضي الله عنه- رجع في آخر الأمر.
- وعلى ذلك فقول القارئ الكريم أن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- مات ميتة الجاهلية وهو سيّد شباب أهل الجنة، فذا لم نقل به، ولم يقل به أحد من أهل العلم، بعد ما تبين لك –أصلا- أن الحسين -رضي الله عنه- رجع في آخر الأمر لمبايعة يزيد.
- ونحن نذكِّر القارئ الكريم أن الكثير من أخبار الدولة الأموية كتبها كذابون كثيرون ووضّاعون للأخبار إرضاء للشيعة أو إرضاء لدولة بني العباس، وعلينا أن نتحرر من الروايات ونبين صحتها من ضعفها.
- كما نذكر القارئ الكريم أننا من أكثر من يدافع عن السنة وأهلها ويحارب الشيعة وأفكارهم، وأما ما تسميه مصطلح التشيع السني فنحن برآء منه.
والحمد لله أولاً وآخرًا.
التعليقات
إرسال تعليقك